العائق البيداغوجي
العائق البيداغوجي
إن المهم في الوضعية المشكلة هو " العائق" كما يقول astolfi وفي هذا المجال لابد من التمييز بين مفهومين متقاربين: العائق والصعوبة.
يعتبر العائق حسب R.Etienne و A.lerouge "قناعة خاطئة، مهيكلة بقوة، لها صفة الحقيقة في ذهن المتعلم، الشيء الذي يعيق التعلم. العائق يختلف عن الصعوبة من حيث أن الصعوبة مرتبطة بنقص في المعارف أو التقنيات الغير مهيكلة."
وللعائق مظهران، يكون إيجابيا ويتخذ صبغة التحدي أو خلخلة بسيطة مثيرة فيساعد المتعلم على بناء تعلمه، وهو ما تعمل الوضعية المشكلة على تحقيقه والوصول إليه. وقد يتخذ مظهرا سلبيا، فيصبح حاجزا يعيق عملية التعلم، مما يؤدي إلى اضطرابات وفشل في التعلم.
يتم تصنيف عوائق التعلم حسب مصدرها إلى 3 أقسام:
- عوائق نفسية (psycologique):
مرتبطة بنمو الطفل ونفسيته وخصائصه العمرية وتمثلاته.
- عوائق ديدكتيكية (didactique):
يكون مصدرها تعليمي أو تعاقدي مرتبط بتدريس المادة
- عوائق إبيستيمولوجية (épistémologique):
تكون هذه العوائق مرتبطة بطبيعة بنية المادة وتطور المعرفة فيها عبر التاريخ.
وبهذا الشكل فإن العائق البيداغوجي ليس نقصا في المعرفة، ولكنه يؤشر لمعرفة خاطئة أو غير كاملة. إنه يمثل المعرفة العامية والقناعات السابقة. فالمتعلم يتعامل مع الوضعية الجديدة من خلال مواقفه ورصيده المعرفي السابق. لذلك يتوجب على المدرس، في مرحلة بناء تعلمات جديدة، أن يأخذ بعين الإعتبار هذه المعطيات ويعمل على توفير الظروف الملائمة للتعلم. وكذا انتقاء الصعوبات بشكل يتيح للمتعلم التعامل معها كتحد يجب تجاوزه، مما يجعله يبدل مجهودا إيجابيا لإيجاد الحلول المناسبة.
أكتب تعليق